الجماعة الإسلامية بالهند تنعي أميرها الأسبق

هاش سودان – تغطيات

انتقل إلى رحمة الله عند الساعة الثامنة والنصف مساء اليوم 27/ محرم الحرام 1444الموافق 26/ اغسطس 2022م سماحة الشيخ العلامة سيد جلال الدين عمري أمير الجماعة الإسلامية بالهند الأسبق ونائب الرئيس لهيئة الأحوال الشخصية لعموم الهند خلال تلقيه العلاج في في مستشفى الشفاء التخصصي – دلهي الجديدة وستتم الصلاة عليه في مسجد إشاعة الإسلام في المقر الرئيسي للجماعة الإسلامية بالهند الغد صباح يوم السبت ومن ثم يوارى الثرى في مقبرة شاهين باغ .
نسأل الله جل وعلا ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جنته وان يلهم اسرته وذويه الصبر ويجزل لهم الأجر ويعوض المسلمين بفقده خيرا والحمد لله على قضائه وقدره ، إنا لله وإنا إليه راجعون

كان سماحة الشيخ العلامة سيد جلال الدين العمري داعية واسع العلم كثير الحفظ، متبحر في أصول الدين والشريعة، أغنت مؤلفات الشيخ عمري المكتبة الإسلامية والمنشورات الأردوية واللغات المحلية وتوزع نتاجه بين الكتب والمقالات والدراسات والأبحاث والندوات والمحاضرات وغيرها ولم يبخل يوماً ولم يدخر جهداً في خدمة أمته ودينه وإيصال الرسالة التي أؤتمن عليها للناس ،جاب كثيرا من أقطار الهند وخارجها داعيا محاضرا، وهو مرجع مرضي لجميع فئات المسلمين على تباين مشاربها.

المولد والنشأة
ولد الشيخ سيد جلال الدين العمري في بداية عام 1935، في محافظة أركوت ، ولاية تاملنادو، بجنوب الهند لأسرة متدينة ميسورة الحال حيث كانت أسرته معروفة بصلاحها وثقلها الاجتماعي والديني في القرية و أطرافها وكان بعض أفراد الأسرة قد وصلوا إلى أماكن مرموقة في الحكومة الهندية قبل الاستقلال .

الدراسة والتكوين
حيث كانت أمه صاحبة تدين وعلم وكانت تعد من النساء القلائل التي كانت لهن صلة بالعلوم الشرعية والقرآنية فالتحق الشيخ بمدرسة الأم حيث تتلمذ عليها وقرأ القرآن الكريم بإتقان و درس بعض المواد الدينية على يديها ثم التحق بالمدرسة الإبتدائية في قريته بوتا غرام و درس أغلب ما يدرس من العلوم في المدارس الهندية آنذاك قبل الاستقلال ثم التحق بجامعة إسلامية عريقة- جامعة دارالسلام عمرآباد – التي تعد من أهم الجامعات الإسلامية على غرار دارالعلوم ديوبند ، دارالعلوم ندوة العلماء وغيرهما وقد قال عن هذه الجامعة الأستاذ العلامة سيد سليمان الندوي رحمه الله بأنها هي دارالعلوم ندوة العلماء في جنوب الهند واستفاد من مشايخها و أساتذتها البارعين مثل المحدث العلامة محمد نعمان الأعظمي تلميذ المحدث نذير حسين الدهلوي (شيخ الكل في الكل ) والعلامة المحدث غضنفر حسين شاكر نائطي – صاحب الأدبيات الرفيعة ، والأستاذ الحافظ عبد الواجد العمري الرحماني و الأستاذ عبد السبحان الأعظمي – رحمهم الله جميعا و تغمدهم برحمته الواسعة – .
سمع الحديث وأجيز فيه من عدد من المشايخ في شمال الهند وجنوبها وحفظ بعضها ، كما أجيز في كتب الحديث كالصحيحين والسنن الأربع مثل المحدث الحافظ عبد الواجد الرحماني والشيخ المحدث ظهير الدين الأثري تلميذ العلامة نذير حسين الدهلوي رحمهم الله جميعا.
حصل على البكلوريا في اللغة الإنجليزية و آدابها وتخرج في كلية الآداب ، جامعة علي جراه الإسلامية التي كانت الأوحد من الجامعات العصرية الهندية آنذاك حيث أصبح مجمع البحرين جامعا للعلوم الشرعية والعصرية،فجمعت في شخصيته الأصالة والمعاصرة، وأصبحت لديه وفرة كافية من العلوم الإسلامية و المقتضيات العصرية .

الانتساب للجماعة ومسؤوليتها
الشيخ كان لديه إلمام على مقالات الأستاذ أبي الأعلى المودودي أثناء دراسته في جامعة دارالسلام عمراباد حيث تطلع جريدة ترجمان القرآن في مطلع كل شهر وطبعت بعض كتب العلامة أبي الأعلى المودودي – رحمة الله عليه – فأثرت في نفسه فالتحق بالجماعة الإسلامية بالهند بعد التحرير والإنفصال في عام 1951 وأصبح عضوا أساسيا فيها في عام 1954 م ثم انتقل إلى المقر الرئيسي للجماعة آنذاك “رامفور” وتفرغ للدعوة والتأليف واستفاد من العلماء الكبار في الجماعة مثل :
1. العلامة المفسر أختر أحسن الإصلاحي تلميذ الإمام عبد الحميد الفراهي –رحمهما الله –
2. العلامة المفسر الحافظ العلامة جليل أحسن الندوي – رحمه الله –
3. الكاتب المفسر الأستاد صدرالدين الإصلاحي – رحمه الله –
4. الداعية الكبير العلامة أبوالليث الإصلاحي الندوي – رحمه الله –
وكان من زملائه أثناء مكوثه في مركز الجماعة الإسلامية رجال قد اشتهروا بمساهماتهم في العمل الإسلامي في الهندو خارجها ، أهمهم و أشهرهم :
1. الأستاذ الدكتور نجاة الله الصديقي – حفظه الله – الحائز على جائزة الملك فيصل الدولية
2. البروفيسور عبد الحق الأنصاري – رحمة الله عليه – أمير الجماعة الإسلامية الاسبق
3. الدكتور فضل الرحمن الفريدي – رحمة الله عليه = صاحب المؤلفات القيمة في الاقتصاد الإسلامي
أما أهم المسؤوليات في الجماعة قد حمل الشيخ على عاتقه فهي كمايلي:
1. أمير الجماعة الإسلامية بالهند منذ أبريل 2007م إلى مارس 2019
2. نائب الأمير للجماعة الإسلامية بالهند منذ عام 1990 إلى أبريل 2007م
3. عضو المجلس التشريعي للجماعة منذ عام 1960م إلى يومنا هذا
4. عضو مجلس الشورى المركزي للجماعة منذ أربعة عقود
5. أمير الجماعة الإسلامية وحدة جامعة علي جراه الإسلامية لثلات فترات متتالية

العضوية في المجالس و المؤسسات
1. رئيس جامعة الفلاح – وهي جامعة إسلامية أهلية تسعى لتخريج أعداد من العلماء المتبحرين في مختلف العلوم الشرعية، يدرس فيها أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة في التخصصات المختلفة .
2. رئيس مجلس الإدارة الأسبق لجامعة الصفة ، ورنغل ، ولاية تلنغانه في جنوب الهند
3. رئيس جامعة سراج العلوم – علي جراه ، أترابراديش
4. رئيس معهد البحث و التأليف الإسلامي في علي جراه ، أترابراديش منذ عام 2001 – وهو معقل بحثي شامخ قد تخرج فيه أعداد هائلة من الكتاب و الباحثين منذ أربعة عقود ثم التحقوا فيما بعد بالكليات والجامعة والمعاهد البحثية .
5. نائب الرئيس لهيئة الأحوال الشخصية لمسلمي الهند– وهي مظلة تنتسب إليها كبرى الحركات والمنظمات الإسلامية و المعاهد العلمية و المدارس الإسلامية في الهند
6. رئيس اللجنة العليا – مجلس المشاورة في الهند وهو هيئة إستشارية تعمل للقضايا الطارئة لعموم مسلمي الهند
7. رئيس مجلس الإدارة الأسبق لأكاديمية البحث و التحقيق في دلهي
8. رئيس التحرير لمجلة ” الحياة الجديدة” من عام 1986 إلى 1990 وهي مجلة شهرية تصدر من ستة عقود
9. رئيس التحرير لمجلة “الدعوة ” في عام 2001-2003، وهي مجلة علمية محكمة كانت تصدر من المقر الرئيسي للجماعة الإسلامية بالهند
10. رئيس التحرير لمجلة ” تحقيقات إسلامي ” وهي مجلة علمية محكمة تصدر فصليا من معهد البحث والتأليف الإسلامي – علي جراه – منذ 37 عاما بدون إنقطاع و لها ثقل كبير بين أوساط المثقفين في شبه القارة الهندية حيث تحتوي من أقسام الدراسات الإسلامية في الجامعات في الهند وباكستان

الدعوة والترشيد و المشاركة في الندوات والمؤتمرات
الشيخ العمري له جولات وصولات في حقل الدعوة الإسلامية في جميع أنحاء الهند فلا تخلو ولاية من ولايات الهند إلا والشيخ وطأت قدماه فمنذ أربعة عقود بعد تحمله المسؤولية في مركز الجماعة الإسلامية بالهند سافر كثيرا لأجل الدعوة إلى الله فهو يدعى إلى الندوات العلمية و الترؤس للمؤتمرات العالمية في المعاهد الجامعات وقد صاحب في بعض أسفاره الدعوية والمؤتمرات العلمية الشخصيات البارزة في العمل الإسلامي في أوساط المسلمين وغير المسلمين في الهند مثل :
1. سماحة العلامة أبو الحسن علي الحسني الندوي – رحمة الله عليه – (رئيس ندوة العلماء الأسبق)
2. سماحة العلامة القاضي مجاهد الإسلام القاسمي – رحمة الله عليه – (رئيس مجمع الفقه الإسلامي الهندي الأسبق )
3. سماحة العلامة الإمام أبو الليث الإصلاحي الندوي – رحمة الله عليه –(أمير الجماعة الإسلامية الهندية الأسبق)
4. سماحة العلامة المحدث مرغوب الرحمن – رحمه الله –( رئيس دارالعلوم ديوبند الأسبق )
5. الأستاذ سيد حامد – رحمه الله – ( رئيس جامعة علي جراه الأسبق )

كما له لقاء أسبوعي في المسجد الكبير في المقر الرئيسي للجماعة حيث يحضره الناس للاستماع إليه من أماكن بعيدة فبلغت عدد المحاضرات التي ألقاها في مناسبات مخلتفة من ندوات ومؤتمرات وجلسات و ورش عمل إلى عشرة آلاف وأكثر .إضافة إلى ذلك فقد سافر الشيخ إلى الدول العربية و الأوربية في سبيل الدعوة إلى الله فقد شارك في مؤتمرات كثيرة من أهمهما :
1. مؤتمرات رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة
2. مؤتمرات الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة و إسطنبول
3. مؤتمرات الندوة العالمية للشباب الإسلامي في دول الخليج وغيرها
4. مؤتمراتUK Islamic Mission في إنجلترا
5. موتمرات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الكويت
6. مؤتمرات الجالية الهندية في قطر والكويت والمملكة العربية السعودية
7. الندوات العلمية المنعقدة تحت إشراف المجمع الفقهي الإسلامي الهندي – دلهي
8. المؤتمرات العامة المنعقد ة تحت هيئة الأحوال الشخصية لمسلمي الهند
9. مؤتمرات عامة للجماعة الإسلامية بالهند و المنظمة الطلابية الإسلامية بالهند

المؤلفات و الإصدارات
توجت جهوده العلمية وخدمته العظيمة التي قدمها للناس في مؤلفاته العديدة ذات القيمة العلمية وإصداراته من كتب ورسائل ومقالات طبقت شهرتها الآفاق وأقبل عليها الأساتذه وطلبة العلم وعامة الناس على سواءفقد نشرت مقالاته في مجالات علمية و جرائد شهيرة مثل مجلة ترجمان القرآن لاهور ، مجلة الفرقان لكناؤ، مجلة المعارف أعظم جراه ، مجلة البرهان دلهي ، حيث يمتد صدورها منذ قرن وقد بلغت مؤلفاته أكثر من 50 كتاباً ورسالة قد ألفها نظرا إلى إحتياجات الساحة الهندية والعالمية وقد كتبها باللغة الأردوية وذاع صيتها وقد ترجمت معظمها باللغة الهندية والإنجليزية واللغات المحلية الهندية إضافة إلى اللغات العالمية كالعربية والتركية والروسية ، وكان جولته في البحث والتأليف في مجالا ت عدة مثل القرآن و السنة و الفقه و السيرة و الحقوق المدنية و الحركة الإسلامية وغيرها.
من أهمها :

1. المعروف والمنكر
2. الدعوة إلى الإسلام
3. أنوار القرآن
4. أوراق السيرة
5. المرآة في الإسلام
6. المرآة المسلمة – الواجبات والحقوق
7. حقوق المرآة المسلمة – تفنيد الاتهمات والأكاذيب
8. الخدمات الإجتماعية في الإسلام
9. الإسلام و حقوق الإنسان
10. الإسلام و مهمة الدعوة
11. المباحث الفقهية
12. الاستسلام لأوامر الله
13. علاقة المسلمين مع غيرهم وواجباتها
14. الصحة والمرض وأحكامهما في الإسلام
15. الهجرة والجهاد في ميزان الكتاب والسنة
16. الشورى في الإسلام

منهجه في البحث والتأليف
اعتمد الشيخ جلال الدين عمري في بحثه و تأليفه منهجًا يقوم على طرح التعصب للمذاهب مع عدم تجريحها، والاستناد إلى أدلة الكتاب والسنة والإجماع، وتبسيط العبارة للقارئ بعيدًا عن تعقيد المصطلحات، وعمق التعليلات، والميل إلى التسهيل والتيسير على الناس، والترخيص لهم فيما يقبل الترخيص، وحتى يحب الناس الدين ويقبلوا عليه، كما يحرص على بيان الحكمة من التكليف، اقتداء بالقرآن في تعليل الأحكام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.