رغم وعي الكل بالأزمة السودانية، وإدراك كل مواطن سوداني بأنه لا بد من وجود حل للخروج من هذا النفق المظلم إلا أنه توجد ثلاثة معوقات منعت من ظهور أي بصيص ضوء لهذا الراهن السياسي، وهذه المعوقات تتلخص في الآتي:-
أولها: تربص النظام البائد لأي فرصة، والسعي بكل قوة للانقضاض مرة أخرى على السلطة.
ثانيها: عدم استيعاب الجيش بأن السلطة السياسية ينبغي أن تؤول للمدنيين، فهو إزاء كل إخفاق وفشل يقدم نفسه كبديل لهذا الإخفاق والفشل.
ثالثها: عدم وجود جسم سياسي موحد يستوعب الفترة الانتقالية للوصول بها لحكومة ديمقراطية.
هذه المعوقات الثلاث كل واحدة منها تعمل على تعطيل أي حل للراهن السياسي.
إذ يمكن للنظام البائد أن يعيد نفسه بترتيب أوراقه، وإفساح الفرصة له من خلال تجربة ديمقراطية ناضجة إلا أنه مصر أن يعتز بإثمه، ومصر على أن يعيد نفسه بذات شكله القديم بل، وبذات رموزه، وما يساعده على ذلك ويشجعه هذا الضعف القائم كل يوم وكل ساعة في إدارة الأزمة.
وكذلك الجيش فبدلا من أن يقدم نفسه كحامي وحافظ لهذا التحول الديمقراطي يريد أن يستفيد من هذه الأزمة؛ ليكون هو البديل لها، فما أن يظهر ضعف إلا ويعمل على توضيحه وإظهاره؛ ليبرر وجوده كبديل للحكم.
أما الأجسام السياسية الأخرى، فهي مع ضعفها وانشقاقها على أنفسها وقلة حيلتها، وعجزها على أن تحصل على عربة تخرج بها هذه الفترة الانتقالية إلى بر الأمان، فمع ضعفها هذا تواجه أمواج النظام البائد والجيش معا حيث تلاحقها هذه الأمواج من كل جانب لتعطيلها في إيجاد أي حل.
وهذا من أجل مصلحتها، فهذا الضعف يقصر الطريق لكل من النظام البائد والجيش، ويجعل سيطرتهما على المشهد السياسي ممكنا في أقرب وقت.
ماذا بقي بعد ذلك؟
لم يبق سوى الشارع الذي يدرك تماما كل هذه المعوقات الثلاث، ولا يملك سوى أن ينبح فيها كل يوم معترضا ورافضا لها.
فلا هو يريد عودة النظام البائد بوجهه القبيح السابق، ولا هو يريد ان يكون الجيش بديلا للتحول الديمقراطي حتى ولو لم يظهر هذا البديل.
ولا هو راض بهذا الضعف الذي يسيطر على جسم الحرية والتغيير بكل فصائله وأحزابه.
هذا هو المشهد السياسي اليوم بكل ضعفه وعجزه وقلة حيلته.
لم يأت هذا المشهد بشيء من عنده، فهو فقط أبرز وأوضح وكشف إمكانيات وقدرات بل ونيات كل من يشارك فيه.
فالنظام البائد أوضح وبما لا يدع مجالا للشك بأنه يريد أن يستغل الأزمة لا من أجل الوطن والمواطن، ولا من أجل تخليص المشهد من علله وأمراضه بل من أجل العودة للسلطة بكامل صفاته السابقة.
كما أوضح هذا المشهد وكشف رغبة الجيش أو على الأقل رغبة بعض رموزه في أن يكونوا بديلا لكل ضعف ينتاب التحول الديمقراطي.
كما كشف هذا المشهد أيضا ضعف وعجز وقلة حيلة من يتبنى التحول الديمقراطي.
الجانب المشرق الوحيد والذي ينبغي أن يعول عليه، والذي يدعو للتفاؤل والأمل هو وعي الشارع واستيعابه لهذه المعوقات الثلاث التي ظلت تطفئ أي نور يمكن أن يساعد على خروج البلاد من هذا النفق المظلم.
وبالتالي فلا اعتماد ولا أمل بعد الله سبحانه وتعالى إلا على هذا الشارع، والذي يمكن من خلال إرادته وإصراره وعزمه وحبه لهذا الوطن أن يفوت الفرصة على النظام البائد، وأن يعيد الجيش لوظيفته الأساسية، وأن يؤسس لجسم سياسي موحد يجعل الراهن السياسي قويا وناضجا سواء من أجل إيجاد التحول الديمقراطي أو من أجل القضاء على كل من يحارب الحكم المدني مستغلا ثغرات وأزمات المشهد.
ومن سار على الدرب وصل، ومشوار المليون يبدأ بخطوة، ولا يصح إلا الصحيح.
فها هم الثوار اليوم يعطوننا كل يوم درسا في الصمود، ودرسا في الوعي، ودرسا في حب الوطن
فإذا حلت هذه المعوقات الثلاث، فهذا يعني أن الله أراد أن يجعل من هذا السودان جنة الله في أرضه، فلا فقر ولا عوز ولا ضعف ولا جوع ولا مرض بعد زوالها، فالخير كل الخير بالسودان.
وليس ذلك على الله بعزيز ولا ببعيد(إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) سورة يس آية رقم ٨٢
فما عليكم يا يمن تعتزون بوطنكم وتفتخرون به سوى أن تشمروا عن ساعد الجد وتحملوا معولين:
معول يقضي على كل متربص بالبلد.
ومعول يبني ويقوي كل من ينهض به.
تتجه
- الخليفة العام للتجانية في العالم يصل الخرطوم غدا .
- الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة آراء المحللين والخبراء تعبر عن وجهات نظرهم الشخصية.
- شرطة الخرطوم توضح الحقائق بشأن العثور على جثمان شاب وشابة مذبوحين.
- مسؤول بالمالية: زيادة الرسوم حقيقة وتمّت إجازتها
- ابرز عناوين الصحف السودانية السياسية الصادرة اليوم الاربعاء 4 يناير 2023م
- رئيس مجلس السيادة يعلن انطلاق الحملة القومية لمكافحة المخدرات.
- إحالة مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون للمعاش.
- مجلس نظارات البجا يعتزم اعلان حق تقرير المصير.
- بنك السودان المركزي يمنع المتاجرة في رصيد الإتصالات واستخداماته في سياسته النقدية للعام 2023.
- مسؤول طبي يكشف عن تضرر 75% من أطفال السرطان بسبب نقص الدواء.