محجوب مدني محجوب
المظاهرات التي انتظمت البلاد منذ الخامس والعشرين من أكتوبر لا يمكن وسمها بأنها مصطنعة.
يمكن أن يقال عنها مستغلة.
فهناك جهات تسعى لاستغلالها لتحقق من خلالها أهدافها.
ويمكن أن يقال عنها أنها مدعومة من جهات معينة لحاجة في نفسها.
أما القول بأنها مصطنعة أو لا مبرر لها، فهذا التفسير لا يمت إلى الحقيقة بصلة.
كيف تكون مصطنعة وهي امتداد لثورة أزالت سلطة تقف على كل أركانها.
امتداد لثورة لم تستطع حكومة رغم حضور كل رموزها سوى أن تتفرج على سقوطها.
نعم يمكن أن يقال أن شرارة الثورة عمل على إذكائها من هم داخل النظام البائد لكن أن يقال أنها مصطنعة، فهذا الحديث لا يخلو من خبث وغباء في آن معا.
خبث في كونه يريد أن يبعد الرأي العام عن الأسباب الحقيقية التي قامت من أجلها هذه الاحتجاجات.
وغباء في كونه يقول بأن آخرين يعملون على صناعتها فينسب بذلك عملا وفضلا وقوة وإمكانيات وقدرات لجهات دون أن يقصد.
فتلك الجهات لم تعمل ولن تستطع أن تصنع جذوة الثوار، وإنما كل ما تستطيعه هو استغلال هذه الجذوة والعمل على توجيهها لصالحهم، فيأتي هؤلاء يريدون أن يقللوا من قيمة الثوار، فينسبون نشاطهم لأعدائهم، فيكسبون بذلك أعداءهم قوة من غير قصد منهم.
لن تستقيم الأمور إلا بمواجهة الحقيقة، وبذل كل الجهود للتعامل معها.
فالطاقة التي تحرك الثوار، وهي نفس الطاقة التي ستصحح المسار السياسي طال الزمن أم قصر هذه الطاقة هي التي ينبغي أن تشغل كل من يهتم بالشأن السياسي لا من أجل تهميشها، وذلك باعتبارها ثورة أطفال وصبيان أو قتلها وذلك من خلال الترويع والقتل والسفح أو تشويشها وذلك بأن تنسب إلى جهات تعلقت بها من أجل أهدافها الخاصة.
لا بد أن تزال كل هذه الحملات من تهميش وإبادة وتشويش من هذه الطاقة، فهذه الطاقة هي التي تنقح وتقوي وتطور العمل السياسي.
فهي ستظل حية ما دام الشعب حيا.
قد تخبو لوقت لكن لن تموت إلا بموت الشعب.
ستختفي لوقت لكن لن تزول إلا بزوال الشعب.
ستستغل لوقت لكن ستظل تعبر عن سماتها وهويتها باستمرار.
فالسياسي اللبق والمحنك والذي همه الوطن سيراهن عليها سيعمل على الاعتماد عليها بعد الله سبحانه وتعالى لتنهض بالشان السياسي.
حاربها ووقف ضدها وحاول أن يمارس عليها كل الضغوطات، فسوف يخسرها ومن ثم سيخسر نفسه، وسوف يجد نفسه خارج الصراع السياسي ولو بعد حين.
فالسنن الكونية لا تزول إلا بسنن كونية مثلها. لا تزول بمجرد التعتيم عليها أو إدارة الظهر عنها أو إهمالها.
لن تزول وإن زالت، فسوف تعود أقوى وأشد شراسة من ذي قبل.
فمتى يدرك هؤلاء بأن الشعوب خلقها الله حرة حتى مع عبادته عز وجل.
فلا بد أن يتعامل معها وفقا لطبيعتها لا وفقا لرغباتهم وشهواتهم ونزواتهم.
هذه الطاقة الجبارة للشعوب ينبغي أن يلتف حولها، ويزال عنها كل الشوائب وتحفظ من كل خائن وضعيف ومستنفع.
ونرفعها عاليا فهي الوحيدة التي تحمي البلاد والعباد بعد حماية الله سبحانه وتعالى.
العمل على معادتها لن يكسبنا سوى التأخر والانحدار إلى أسفل، وسنظل على هذه الدوامة.
فنحن يمكن أن نتغير لكن هذه الطاقة لن تتغير وستظل على طبيعتها إلى الأبد فهي مخلوقة مع الشعوب فلن تموت إلا إذا ماتت الشعوب.
ننسبها لأطفال ننسبها لأعداء ننكر وجودها من الأساس كل هذا لا ينفع معها.
لا ينفع معها سوى الاعتراف بها.
لا ينفع معها سوى تعظيمها ورعايتها والعناية بها أشد العناية.
ومن لم يقتنع بهذه الحقيقة، فليرجع إلى التاريخ وليتأمله جيدا فالعاقل من اتعظ بغيره والجاهل من اتعظ بنفسه.
تتجه
- الخليفة العام للتجانية في العالم يصل الخرطوم غدا .
- الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة آراء المحللين والخبراء تعبر عن وجهات نظرهم الشخصية.
- شرطة الخرطوم توضح الحقائق بشأن العثور على جثمان شاب وشابة مذبوحين.
- مسؤول بالمالية: زيادة الرسوم حقيقة وتمّت إجازتها
- ابرز عناوين الصحف السودانية السياسية الصادرة اليوم الاربعاء 4 يناير 2023م
- رئيس مجلس السيادة يعلن انطلاق الحملة القومية لمكافحة المخدرات.
- إحالة مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون للمعاش.
- مجلس نظارات البجا يعتزم اعلان حق تقرير المصير.
- بنك السودان المركزي يمنع المتاجرة في رصيد الإتصالات واستخداماته في سياسته النقدية للعام 2023.
- مسؤول طبي يكشف عن تضرر 75% من أطفال السرطان بسبب نقص الدواء.